الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الإعلام والسلطة وما وراء السّتار

نشر في  07 جانفي 2015  (11:54)

يلاحظ المشاهد والمستمع والقارئ التونسي انّ الإعلام صار سلطة توجّه وتقرّر وحتى تحطّم.. ففي عهد النظام البائدي عهد الترويكا شنت السلطة حربا ضروسا على الإعلاميين المعارضين للمشروع الظلامي فدعا اللوز الى ضرب الإعلاميين ونظّمت وقفات احتجاجيّة ضد التلفزة الوطنية وقناة نسمة،  وحتى حنّبعل والتونسية لم تسلما من الضغوطات والتهديدات والتدخّلات! اما الإعلام المكتوب فتركته حكومات الترويكا وحتى حكومة مهدي جمعة يتخبط في المشاكل لعله يغرق او يركع في حين برزت وسائل اعلام أخرى لا ندري من اين أتتها الأموال،  ولولا صلابة عدد هام من الإعلاميين ووطنيّتهم  لحدثت كوارث لأنّ المعارضة كانت تخطو خطواتها الأولى بعد الثورة..
وللأمانة فقد  كان الاعلام واتحاد الشغل وبعض النواب الشرفاء خلال 201١ وخاصّة 20١2  السدّ المنيع ضدّ مشروع النهضة الدّيني ومشروع المرزوقي الانتقامي، وهنا لابدّ من التذكير بأنّ المرزوقي أهمل مهامّه كرئيس مؤقت ليتفرّغ لكتابه الأسود ضدّ الاعلاميين الأحرار واتخاذ مواقف أضرّت أيّما إضرار بتونس!
وفي خضم المقاومة الشرسة  التي خاضها الاعلاميون تسللت بعض الوجوه التي خدمت الارهاب لأسباب واضحة، كما انّ بعض النجوم «الجدد» فتحوا أبوابهم وبرامجهم للمتشدّدين ونسّقوا مع حكّام الترويكا وساكن قرطاج، فاستدعوا شخصيات بتعليمات واغراءات خدمة للتشدّد وادخال البلبلة في البلاد، ولم يخجلوا بدعوة رموز التشدد والعنف وحتى ارهابيين من القطر الليبي في حين ساعد البعض قناة الجزيرة القطرية على خدمة مصالح حكام الإمارة.
ولقد لاحظنا في الأيّام القليلة الماضية دعوة «سياسيين» غير مسؤولين كلامهم كلّه شتم وتطاول وكأن الاعلاميين والقنوات المستضيفة لهم مصالح في ادخال البلاد في نفق مظلم وذلك «بتشليك» المسؤولين السياسيين الجدد والتحريض غير المباشر على اشتعال النّار أو الشارع.. وأعتقد أنّ هناك فرقا بين النقد حتى اللاذع منه  والشتم والبحث عن «البوز».. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا:«لماذا تقع دعوة «المتهوّرين» بكلّ هذه الكثافة في حين انّ تونس تعجّ بالمعارضين الحقيقيين للفائزين في الانتخابات الأخيرة!؟» وفي الأثناء فانّ من حقّنا أن نتساءل:«من هم رجال الخفاء النافذون وأصحاب الأموال الطائلة والمصالح أو من فقدوا السلطة الذين يحاولون التأثير على الإعلاميين سواء كانوا صحافيين أو منشطين، وكلنا على علم بهذه العلاقات والمصالح وعلوية «الكرسي والحساب البنكي» على مصلحة تونس.
انّ في تونس عددا هاما من النساء والرجال القادرين على المحاورة على غرار فاضل موسى وألفة يوسف وليلى طوبال ومحرزية العبيدي وبشرى بالحاج حميدة وسلمى بكار  وكلثوم بدر الدين وكلثو كنو ونجوى مخلوف ونائلة السليني وراضية الجريبي ومباركة البراهمي وحسين العباسي ومحمود البارودي وعصام الشابي ومنجي الرحوي ونادية بن شعبان وكريمة صويد وعبد العزيز القطي وعبد الستار بن موسى وبلقاسم العياري وسامي الطاهري ومراد العمدوني وغيرهم.. فلماذا نستمع للمتطرّفين الذين يدعون الى العنف ولا نستمع لهؤلاء؟!

المنصف